قام بالفتوى بعد النبي صلى الله عليه وسلم الجم الغفير من أصحابه رضوان الله عليهم، كل أفتى عما سئل عنه، ما دام عنده من ذلك علم تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أنهم يختلفون في الفتيا ما بين مقل ومكثر منها حسب سؤال الناس لهم، أو بحسب ما عندهم من علم بذلك.
والذين حفظت عنهم الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – مائة ونيف وثلاثون نفسا ما بين رجل وامرأة، وقد قسمهم ابن حزم في الإفتاء إلى ثلاثة أقسام: مكثرين، ومتوسطين، ومقلين.
أما المكثرين في الإفتاء منهم، فسبعة، هم:
1- عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
2- علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
3- عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
4- عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
5- زيد بن ثابت رضي الله عنه.
6- عبدالله بن عباس رضي الله عنه.
7- عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
قال: يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم سفر ضخم.
وأما المتوسطون فهم عنده: ثلاثة عشر وهم:
1- أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها.
2- أنس بن مالك رضي الله عنه.
3- أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.
4- أبو هريرة رضي الله عنه.
5- عثمان بن عفان رضي الله عنه.
6- عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
7- عبدالله بن الزبير رضي الله عنه.
8- أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
9- سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
10- سلمان الفارسي رضي الله عنه.
11- جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
12- معاذ بن جبل رضي الله عنه.
13- أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
قال ابن حزم: يمكن أن يجمع من كل امرئ منهم جزء صغير، قال: ويضاف إليهم أيضاً، طلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وعمران بن الحصين وأبو بكرة وعبادة بن الصامت ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم جميعاً.
وأما المقلون للفتيا من الصحابة عند ابن حزم، فهم الباقون – رضي الله عنهم – منهم: أبو الدرداء، وأبو سلمة، وأبو عبيد بن الجراح وغيرهم.
قال ابن حزم: يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير فقط بعد التقصي والبحث، وذكر أنه لا يروى الواحد من هؤلاء المقلين إلا المسألة والمسألتين والزيادة اليسيرة فقط.