والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محـمــد سيد المرسلين وإمام المتقين وعلى آلــه الطيبين الطــاهرين وأصحــابه الغـرّ الميامين رضى الله عنهم أجمعين
فى مثل هذه الايام يتطاول فيها الأقزام وقد ظنوا أن ينالوا من الرسول الأعظم صلى الله عليه ويلم يتوجب علينا أن نستخلص من أفواه أسلافهم لا مما نقول نحن حتى يتحقق امامهم قول الله تعالى ( وشَهِد شاهدٌ من أهلها ) وتحت يدى طبعة من كتاب مؤلف اميركي: مايكل هارت " وهو بعنوان المائة ...تقويم لأعظم الناس أثرا في التاريخ .
أما لماذا اختار المؤلف شخصية "محــمــد " رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون المصطفى على رأس قائمة من اختارهم فيقول :
- أكثر الذين اخترتهم ولدوا ونشأوا فى مراكز حضارية , ومن شعوب متحضرة سياسيا وفكريا إلا محمداً- صلى الله عليه وسلم - فقد ولد سنة 571 فى مكــه جنوب شبه الجزيرة العربية فى منطقة متخلفة من العالم القديم , بعيدة عن مراكز الحضارة .
- مات أبوه قبل أن يولد وماتت أمه وهو فى السادسة وكانت نشأته متواضعه وكان لا يقرأ ولا يكتب .
- فى الأربعين من عمره امتلأ قلبه إيمانا بأن الله واحد أحد وبدأ الوحى ينزل عليه من السماء , وقد اصطفاه الله ليحمل رسالة سامية .
- ظل ثلاث سنوات يدعو لدينه الجديد بين أهله وبعض معارفه , بعدها أذن الله له بالجهر بالدعوة فتحول قليلون إلى الاسلام .
- فى سنة 613م أذن له بالهجرة إلى المدينة وفيها اكتسب الاسلام مزيدا من القوة واكتسب الرسول عددا كبيرا من الأنصار .
- يتابع الؤلف ( مايكل هارت ) حديثه عن أثر الهجرة : وكانت الهجرة نقطة تحول فى حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإذا كان الذين اتبعوه فى مكه قليلين , فان الذين ناصروه فى المدينة كثيرون ... وبسرعة اكتسب الإسلام والرسول قوة ومنعه وأصبح محمــدا - صلى الله عليه وسلم - أقوى وأعمق أثرا فى قلوب الناس .
- ثم يتحدث الكاتب الأميركي عن تزايد عدد المهاجرين والانصار .. ويتحدث عن المعارك التى خاضوها دفاعا عن الاسلام ثم يقول : وانتهت المعارك سنة 630م بدخــول الرسول عليه السلام منتصرا إلى مكه .
- ثم يتحدث عن المــــد الاسلامي فيقول : وقبل وفاته بسنتين ونصف السنة شهد محمــد صلى الله عليه وسلم الناس يدخلون فى دين الله أفواجا وعند وفاته كان الاسلام قد انتشر فى جنوب شبه الجزيرة العربية كلها .
- ويتحدث الؤلف عن أثر شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما يحمله من مشاعل الهداية فى سكان الجزيرة العربية فيقول : وكان البدو من سكان الجزيرة العربية مشهورين بشراستهم فى القتال وكانوا ممزقين , قليلى العدد ولم تكن لهم قوة أو سطوة العرب فى الشمال الذين عاشوا فى الأرض المزروعة .
فماذا حدث لهم بتأثير الرسول ودعوته التى تلقاها من عند الله ؟
يقول المؤلف : ولكن الرسول استطاع لأول مرة فى التاريخ أن يوحد بينهم وأن يملأهم بالايمان وأن يهديهم الى الدعوة الى الله الواحد , ولذلك استطاعت جيوش المسلمين الصغيرة المؤمنة أن تقوم بأعظم غزوات عرفتها البشرية ثم يتحدث عن المــــد الاسلامي بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف امتد زحف الدولة الإسلامية فى عهد الخليفتين أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وأن ذلك لم يكن نهادية المد الاسلامى فى االعالم .
ثم يقول : على الرغم من أن عيسى عليه السلام هو المسئول عن مبادىء الأخلاق فى المسيحية إلا أن القديس بولس هو الذى أرسى أصول الشريعة المسيحية وهو المسئول عن كثير مما جاء فى كتب العهد الجديد .
أمّا الرسول صلى الله عليه وسلم فهو المسئول الأول والأوحد عن إرساء قواعد الاسلام وأصول الشريعة والسلوك الإجتماعى والاخلاقى , وأصول المعاملات بين الناس فى حياتهم الدينية والدنيوية كما أن القرآن الكريم نزل عليه وحده وفى القران وجد المسلمون ما يحتاجون إليه في دنياهم وآخرتهم والقرآن الكريم نزل على محمد كاملا وسجلت آياته وهو مازال حيا ً
.. وكان تسجيلا فى منتهى الدقة فلم يتغير منه حرف واحد .. وليس فى المسيحية شىء من ذلك - والكلام لا يزال على لسان مايكل - فلا يوجد كتاب واحد دقيق محكم لتعاليم الميسحية يشبه القرآن الكريم .
وكان أثر القرآن الكريم على الناس بالغا وكان أثر محمد على الإسلام اكثر وأعمق الأثر الذى تركه عيسى على الديانة المسيحية .
- ثم يخلص بعد سرد كثير من الآثار التى تحدد العظمة فى شخصية النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم إلى تلك الجملة التى ختم بها حديثه :
" فهذا الإمتزاج بين الدنيا والدنيا هو الذى جعلني أ ُؤمن بأن محمداً هو أعظم الشخصيات أثرا فى تاريخ الإنسانية "
بل هى النبوة
وإذا كنا - نحن المسلمين - لا نوافق الكاتب فى كثير مما ذهب إليه بمقتضى فكره وثقافته الغربية كتقديمه بعض غير المؤمنين على أنبياء الله ورسل رب العالمين , إلا أننا نقول : لقد أصاب شيئا من الحقيقة .. وذكر غيضا من فيض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إمام الأنبياء وخات المرسلين وسيد المصلحين , كما ذكر كثيرون غيره من أعلام الفكر الغربي المنصفين ونقول لهؤلاء جميعا ما قاله العباس لأبى سفيان يوم الفتح حينما قال له : لقد صار ملك ابن اخيك اليوم عظيما !
فقال العباس : يا أبا سفيان : إنهــــا النبـــــوة .
تطاول الأقزام على سيد الرسل الكرام
فإذا جاء زمان تطاول فيه الأقزام فيه هاماتها أمام الكبار العظام , الرسل الكرام فإنه العجز الذى مُـنى به الغربيون فى مواجهة المــد الإسلامي والصحوة الجديدة التى طارت بألبابهم وأفقدتهم الوعيّ فكلت أبصارهم عن النور الحقيقي والضوء اللمع الساطع المنير ولم يستطيعوا مواجهة الحقيقة بالمنطق والبرهان فتطاولا على القمم بعفن الفكر وسوء التقدير تحت ستار حرية التعبير .
ولو نظروا بحيدة وانصاف إلى فى تعاليم الاسلام يستقونها من كتاب مبين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه المحفوظ المكنون عن العبث والتغير والتبديل والتحريف بقدرة منزّله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - ترجمانة ومبينة , ومبلغة وهادى الخليقة كلها بهديه وبتطبيقه العملي له . , لأن الله قد عصمه فى كل ما بلغ عن ربه.
أقول : لو نظروا لعرفوا الحقيقة ولصانوا أنفسهم من التخبط والصدود , وهذا الحقد الصليبي الذى أعماهم أولا وأخيرا.
وأخيرا نقول .. نحن امة الدعوة ومسئوليتنا البلاغ
وليس هناك رد على المتطاولين والحاقدين هو أعظم ولا أبلغ من أن تقوم هذه الأمة على كافة مستوياتها بأداء الامانة التي استوعدها إيانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى دينه وإحياء سنته وتحكيم شريعته وأن تشهد الأمة شهادة حق وصدق لهذا الرسول الكريم لا بالقول ..... ولكن بالعمل الجادّ والجهاد .